لماذا انتقد مشعل أداء قيادات حماس بغزة رغم أنه ليس رئيس حماس؟!

بقلم مراقب

انتقد رئيس حركة حماس السابق خالد مشعل، أداء مسؤولي حركته في التعامل مع ملفات "المصالحة مع حركة فتح، والعلاقات مع الفصائل، والحوكمة في قطاع غزة ومواجهة أزمة وباء كورونا وعلاقات الحركة الخارجية". ووجه مشعل انتقادات واضحة لمسؤولي حركته، رغم أنه خارج المكتب السياسي، في حين رأى قيادات حماس أن هذه الانتقادات غير مهنية، ومرفوضة من ناحية القيم والأخلاق ومن غير المنطقي التطرق إلى بعض القضايا مثل غياب الشفافية في توزيع الميزانيات، واستغلال أموال الحركة لأغراض شخصية، والمؤامرات، التشويه المتبادل، لأغراض الدعاية الانتخابية. ورفض مسؤولو حماس، انتقادات مشعل الأخيرة، بدعوة أنها تأتي في ظل انتقادات السلطة الفلسطينية ومصر للحركة، مؤكدين أنهم يعملون في أماكنهم رغم شح الإمكانيات. ويرى هؤلاء المسؤولين أنه ليس من حق مشعل توجيه الانتقادات لقيادة حماس بغزة، لعدة أسباب وهي أن غزة تعاني من حصار، والأموال التي تدخلها شحيحة، وغير منفتحة كأقاليم الحركة في الخارج، كما أكدوا أن مشعل ليس رئيس حماس ليقدم أي انتقاد. ويعتبر مسؤولو حماس بغزة، أن فقط إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي والذي يتواجد في الخارج، الذي يحق لهم توجيه الانتقاد لأداء المسؤولين. ويقول المحلل السياسي حازم عاشور إن الفترة القادمة ستشهد الكثير من الملاسنات والاتهامات بين أعضاء المكتب السياسي السابقين والحاليين، في ظل اقتراب انتخابات حركة حماس الداخلية. وذكر أن الصراع سيحتدم فقط بين رجالات إسماعيل هنية وهم أغلبهم من غزة، ورجالات خالد مشغل وهؤلاء يتواجدون في الخارج، مشيرا إلى أنه في الدعاية الانتخابية من يستطيع أن يكون صوته أعلى هو الذي سيفوز بالانتخابات، ولحد الآن الحظوظ متساوية بين مشعل وهنية، رغم أن كل طرف له أزماته التي يعاني منها. أما المحلل السياسي عادل لافي، اعتبر أن تدخلات مشعل الأخيرة ضربت جهد قيادة حماس بغزة، وجعلهم في حيرة من أمرهم، خصوصا يحيى السنوار رئيس الحركة بغزة، الذي رفض جملة وتفصيلا هذه الانتقادات. واعتبر أن الفترة القادمة ستكون محتدمة بين تيارات الحركة جميعا سواء المحسوبين على مشعل أو الآخرين المحسوبين على هنية، لذا من غير المرجح أن تنتهي هذه الصراعات باكرا، وستمتد إلى موعد اجراء الانتخابات الداخلية لحماس منتصف العام المقبل على أبعد تقدير.